تُفضل الكثيرات من النساء ارتداء العدسات اللاصقة الملونة (اللينسيز) لتغيير لون قزحية العين للحصول على إطلالة أكثر جاذبية وجمالًا، لكن احذري عزيزتي فالعدسات الملونة ليست لعبة أو رتوش جمالية لمظهرك فحسب لأن مخاطرها قد تؤدي إلى مضاعفات مؤذية لعينيك بصورة أكثر مما تتوقعين.
يُذكر دكتور عمرو شتا -دكتوراة طب وجراحة العيون استشاري القرنية وجراحات المياه البيضاء وتصحيح عيوب الإبصار- أن العدسات اللاصقة الملونة أشبه بقنبلة موقوتة للعين وأن استخدامها لابد وأن يكون في أضيق الحدود وتحت استشارة طبيب عيون لاختيار النوع المناسب، وفي هذا المقال يُحدثنا دكتور عمرو عن أنواع العدسات اللاصقة، وعن أبرز المخاطر التي قد تتعرض لها العين جراء ارتدائها.
العدسات اللاصقة الملونة وأنواعها
يُشير دكتور عمرو شتا أن العدسات اللاصقة الملونة تندرج تحت بند الأجهزة الطبية كما صنفتها إدارة الغذاء والدواء، وأنه لا تعد وسيلة تجميلية ترتديها النساء حسب أهوائها بل لابد أن تُوصف من قبل طبيب العيون الذي يتولى فحص العينين جيدًا للتأكد من أنكِ مرشحة جيدة لارتدائها وبعدها يُقرر النوع المناسب.
أنواع العدسات اللاصقة
تتوفر العدسات اللاصقة الملونة بماركات عديدة إلا أننا لو أردنا الحديث عن أنواعها سنجد أنها تنقسم إلى نوعين هما:
أولًأ العدسات اللينة
وهي عدسات مرنة مصنوعة من البلاستيك الناعم الذي لا يعيق مرور الاكسجين من خلالها إلى القرنية، ويتسم هذا النوع من العدسات بسهولة تبديله أو تعديله مقارنة بالعدسات الصلبة المنفذة للغازات.
يشمل هذا النوع من العدسات اللاصقة العدسات المصنوعة من السيليكون والتي تسمح بمزيد من مرور الأكسجين أثناء ارتدائها.
ثانيًا العدسات الصلبة المنفذة للغازات
وهي عدسات أكثر سمكًا وصلابة من العدسات اللينة، كما أنها تتسم بالمتانة ومقاومة الرواسب كما أنها أقل عرضة للتمزق، إلا أنها ليست مريحة في البداية بقدر الراحة التي يستشعرها مرتدي العدسات البلاستيكية اللينة، وعلى الجانب الآخر تتسم بعمر افتراضي أطول من العدسات اللينة.
هل العدسات الملونة آمنة؟
يُشير دكتور عمرو شتا في مسألة أمان العدسات اللاصقة من عدمه إلى أمر هام، وهو أن العدسات اللاصقة بالتأكيد آمنة ما دام تم ارتدائها بالقياس المُناسب وبالنوع المُناسب الذي يُحدده الطبيب المُختص، ولكن بلا شك ارتداء أنواع تجميلية غير موثوق مصدرها أو الخامة المُصنعة منها أو حتى قياساتها هل مُناسب للعين أم لا قد يُصيب الشخص بمخاطر لا حصر لها.
دعونا بداية نطرح المزايا التي يرتدي لأجلها النساء العدسات اللاصقة الملونة وهي:
- أنها ذات بُعد جمالي تُضيف لون مميز للعين.
- بديل أكثر أناقة من النظارة الطبية لتحسين عيوب النظر.
- رؤية أفضل مقارنة بالنظارات الطبية.
إلا أننا لو قارنا تلك المزايا بكم المخاطر سنجد أن الأمر جد لا يستحق تلك المخاطرة.
مخاطر ارتداء العدسات اللاصقة الملونة
الأنواع الرديئة من العدسات اللاصقة قد تُصيب صاحبها بمشكلات عديدة منها:
- قد يؤدي الفرك القوي للعين إلى تلف العدسة والتهابات شديدة بالعين.
- قد يؤدي ارتداء العدسات اللاصقة إلى الإصابة بقرحة أو تآكل لقرنية العين.
- تحتوي العدسات اللاصقة الملونة على مواد كيميائية مختلفة لتلوين العدسات؛ يمكن لبعض هذه المواد الكيميائية أن تؤذي عينيك أو تهيجهما.
- عدم تنظيف العدسات ووضعها في المحلول الخاص بها قد يُعرض العين إلى التهابات الملتحمة أو القرنية نتيجة البكتريا والفطريات.
- قد تتطور الإصابة إلى التهابات مقلة العين وأحيانًا فقدان البصر أو اضطرار الطبيب إلى استئصال العين منعًا لوصول العدوى إلى المخ.
قد يظن البعض أن ارتداء العدسات اللاصقة خيار أفضل وبحاجة إلى عناية أقل من النظارات الطبية، ولكن في الحقيقة العكس هو الصحيح فالعدسات اللاصقة خيار يحمل في طياته مخاطر كثيرة وبحاجة إلى مجهود مضاعف للحماية من مخاطره.
الخلاصة، إذا كنت بحاجة إلى ارتداء عدسات لاصقة لعلاج عيوب الإبصار من بعد أو قصر بالنظر أو حتى استجماتيزم فالأمر يجب أن يتم تحت إشراف طبي بالكامل، أما إن كنت سترديها بغرض تجميلي لتغيير لون العين، فعليك أن تعلم أن الأمر لا يستحق تلك المخاطرة صحة عينيك أولى من جمالها.